وفي محاولة لنشر ثقافة كرة القدم بين الفتيات وتمكينهن من خلال الرياضة، حملت كل من لاعبات المنتخب الوطني الأردني للسيدات، زين الطوال وسلين الزعبي على عاتقهن توفير ملاعب كرة قدم مؤهلة للفتيات، وتوعيتهن بكرة القدم وتوفير فرص تدريب متساوية لهن.
وتحاول جمعية فناء تغيير العقلية والنظرة السائدة في المجتمع بأن "كرة القدم هي للذكور فقط"، وتطلق الجمعية شعار "الرياضة حياة من حقك تلعبي".
وتأسست جمعية "فِناء" في 2021 على يد اللاعبتين زين الطوال وسلين الزعبي، اللتين بدأتا رحلتهما في عالم كرة القدم في عام 2004. حيث واجهن تحديات المجتمع الذي رفض شغفهن بكرة القدم، لكن هذا الأمر جعلهن أقوى حتى وصلن إلى هدفهما باللعب محترفين في منتخب الأردن الوطني.
إظهار أخبار متعلقة
تقول الشريكة المؤسسة والمديرة التنفيذية لجمعية فناء، زين الطوال، لـ"عربي21 لايت": "كلاعبات سابقات، انصقلت شخصيتنا بسبب ممارسة الرياضة، لذا قررنا نقل هذه الرسالة للأجيال القادمة، ومن هنا جاءت فكرة فناء، من خلال تمكين الفتيات الطالبات والمعلمات في المدارس الحكومية من خلال كرة القدم".
تتابع: "أول شيء نعمل عليه هو الذهاب لساحات المدارس حيث المكان آمن للفتيات، ونقوم بتطوير هذه الساحات وتجهيزها وتجميلها من خلال الرسم، ثم نقوم بتطوير المعلومات لدى معلمات الرياضة".
وحول ردة فعل المجتمع على افتتاح أول ملعب كرة قدم للفتيات في مدرسة مليح الثانوية لواء ذيبان، قالت: "لم أتصور هذا التأييد والتشجيع من المجتمع، استضفنا بطولة من تسعة فرق لعبوا بعضهم ضد بعض، كان هنالك دعم من المجتمع المحلي، رياضة كرة القدم تساهم في تنمية شخصية الفتاة وتقويتها نفسيا وجسديا، كما تساعد في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي، وبناء علاقات قوية مع أقرانهن اللاعبات على مستوى العالم".
واستطاعت الجمعية تأهيل عدد من ملاعب المدارس في المناطق الأقل حظا في الأردن بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم؛ بهدف توفير بيئة رياضية مدرسية رائدة، وتسعى المبادرة للتوسع في مناطق أخرى في العقبة وغيرها من المحافظات.
إظهار أخبار متعلقة
وتقدم الجمعية للفتيات ورش عمل تدريبية يجريها مدربون معتمدون من FIFA، إلى جانب وتطوير المعدات والمرافق الرياضية، والإرشاد والتدريب على القيادة، كما تقوم الجمعية بتدريب معلمي التربية البدنية، ليصبحوا مدربين وقادة لطلابهم حول كيفية استخدام كرة القدم لتعزيز قيمتهم الذاتية وقدراتهم البدنية.
وتدعو القائمات على الجمعية اللاعبات الحاليات والسابقات ليكن قدوة من أجل إلهام الفتيات وتمكينهن، والتعلم من اللاعبين المحترفين القيم التي تكرسها الرياضة كبناء الشخصية القوية.
بدورهن، عبرت فتيات من مدارس حكومية عن فرحتهن "لتحقيق حلمهن بلعب كرة القدم التي كانت حكرا على الرجال في الأردن"، كما تقول إحدى الطالبات في مدرسة مليح الثانوية للبنات.
إظهار أخبار متعلقة
وتؤكد جمعية "فناء" أن برامجها وخدماتها لا تعمل على تمكين الفتيات والنساء فحسب، "بل لها أيضا تأثير إيجابي على المجتمعات التي يعشن فيها. ومن خلال توفير إمكانية الوصول إلى المعدات والمرافق الرياضية، فإننا نشجع النشاط البدني ونعزز الحياة الصحية". حسب الطوال.
تاريخ كرة القدم النسائية في الأردن
و يعد تاريخ كرة القدم النسائية في الأردن تاريخا مبكرا، بدأ في عام 2004؛ إذ أنشأ الاتحاد الأردني لكرة القدم أواخر سنة 2004، فرق اللاعبات الشابات وفرقا للناشئات تحت 17 و14 سنة، منهن من لعبت في فرق الصفوة في الدوري الأردني للسيدات، ومنهن من حملت قميص المنتخب الوطني للسيدات الذي تشكل سنة 2005، للمنافسة في التظاهرات الإقليمية والقارية والعالمية.
وفي عام 2005 التقت لاعبات النشميات أول مقابلة رسمية لهن بقميص المنتخب الوطني الأردني في ذلك العام، التي كانت ضد المنتخب البحريني للسيدات، في ذلك اللقاء، وفزن بستة أهداف مقابل هدف واحد، لتنطلق مسيرتهن في المشاركة بالتصفيات العالمية.