ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا تحدثت فيه عن الضوضاء البيضاء باعتبارها الصدى الكبير القادم في صناعة الموسيقى.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن خدمة البث قد شهدت انفجارًا كبيرًا في المقاطع الصوتية التي تتكون من الهسهسة، والطنين، والأزيز، وأمور أخرى، بالإضافة إلى تسجيلات هطول الأمطار وأمواج المحيط وفرقعة الخشب المحترق في النار.
اظهار أخبار متعلقة
وأفادت الصحيفة بأن بعض التسجيلات لهذه الضوضاء قد أكسبت مبدعيها ملايين الدولارات، وهو ما لاحظته شركات التسجيل وشركات التكنولوجيا؛ حيث تقوم "آبل" بتضمين ضوضاء الخلفية كخيار في نظام التشغيل، بينما قام المؤثرون في منصة "تيك توك" بالترويج للضوضاء "الوردية" والضوضاء "البنية"، أي الأصوات ذات الترددات المنخفضة التي تبدو مثل الرياح أو حفيف الأوراق كمساعدة في التركيز للطلاب في بداية العام الدراسي.
ويقول محبو هذا النوع من الموسيقى إن الاستماع إلى مثل هذه الأصوات بمستويات متواضعة يعزز الدراسة والنوم والتأمل، وهو الأمر الذي يجعل من صانعيها أكبر المستفيدين؛ فمثلًا تقدر قيمة عائدات موسيقى "وايت نويز بايب سليب" التي تبلغ مدتها 90 ثانية من صوت المطر حوالي 2.5 مليون دولار.
وتدفع كل من سبوتيفاي وتيدال وآبل ميوزك وأمازون ميوزك وخدمات البث الأخرى الإتاوات بنفس الطريقة؛ حيث وضعوا جانبًا إجماليًّا من الإتاوات، والذي يتم تقسيمه بين الموزعين وشركات التسجيلات وفناني التسجيل وكتاب الأغاني.
ورغم أنه من الصعب معرفة من الذي يُصدر الضوضاء البيضاء، إلا أن سبوتيفاي تنسب التسجيلات الموجودة على المنصة إلى إريكسون. وليس من الواضح إذا ما كان هذا الأخير جزءًا من مؤسسة أكبر، ولكن أثبت موقع "وان زيرو" على الويب المتوسط العام الماضي أن العديد من أسماء الفنانين هي أسماء مستعارة تستخدمها الشركات.
وفي حين رفض معظم منتجي الموسيقى أو الضوضاء البيضاء التحدث علنًا عن عملهم، لم يرفض باتريك زاجدا، الشريك المؤسس لمجموعة "لوليفي ميوزك غروب" ذلك، قائلًا إن العمل قد نما من مساع موسيقية تقليدية. وبما أن قوائم التشغيل هي نقاط الدخول للفنانين الذين يبحثون عن مثل هذه الموسيقى؛ فيجب على صانعي خدمة البث تسويق قائمة التشغيل باستخدام تقنيات تحسين محرك البحث.
اظهار أخبار متعلقة
وقال زاجدا إنه ينشد الكمال ويحاول منح الناس أفضل تجربة ممكنة، لذلك يقوم بمزج وإتقان كل مقطع صوتي، معلنًا أن فلسفته لا تتعلق بالكمية، بل بالجودة.
ومن جهتها قالت كاثرين لوفداي، أستاذة علم النفس العصبي في جامعة وستمنستر: "يمكن أن تكون الموسيقى الهادئة وسيلة قوية للتحكم في نظام الانتباه المعقد في الدماغ؛ فعندما ننشغل بعمق في مهمة ما، هناك نظام انتباه ثانوي يفحص بيئتنا باستمرار بحثًا عن أي أصوات جديدة أو مثيرة للاهتمام أو غير متوقعة. وتساعد المستويات المنخفضة من الضوضاء البيضاء على إخفاء الأصوات الجانبية. كما أن الموسيقى الهادئة مفيدة بشكل خاص؛ حيث تتكون من أصوات متكررة منتظمة مع تنوع كاف للحفاظ على نظام اليقظة لدينا التي تخفي الأصوات الأخرى المشتتة للانتباه مع ترك مساحة لصوتنا الداخلي المهم للغاية".
وقد قال متحدث باسم سبوتيفاي: "نحن لا نتحكم في اختيارات المستمعين. ولكن نعلم أن هناك طلبًا خاصًّا على الموسيقى التي يتم إنشاؤها خصيصا للقيام بأنشطة معينة، وهي موسيقى مرخصة من قبل أصحاب الحقوق الذين ندفع لهم رسوم ترخيص مقابل بثها".